مكة المكرمة في ظلال علوم التاريخ الحديثة.
مكة المكرمة في الإسلام: كلنا نعلم الرواية العباسية عن مكة، و كيف كانت مركز تجاري ثقافي و ديني للعرب، وذلك من خلال الكعبة وطقوس الحج الوثنية، التي جعلتها مركزا دينيا لقبائل العرب الوثنية الجاهلية في ذلك الزمن، وكانت مركزا ثقافيا وأدبيا، من خلال أسواق عكاظ وغيرها التي كانت تقام لقاءات الشعر والشعراء فيها، ومنها كانت المعلقات التي كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على استار الكعبة، ولا ننسى اعتبارها مركز تجاري هام جدا في شبه الجزيرة العربية، و رحلتي الشتاء الى الجنوب، اليمن اليوم وحمير البارحة، ورحلة الصيف الى الشام اليوم وحاضرة بيزنطة البارحة.
مكة المكرمة، في الرواية الإسلامية، هي أقدس بقاع الأرض وأحبها إلى الله، اختارها موطنًا لأولى بيوت العبادة، حيث بُنيت الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، لتكون قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. تقع مكة في وادٍ غير ذي زرع، لكن الله باركها بالأمن والرزق، واستجاب لدعاء إبراهيم: {رب اجعل هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات}. فيها نزل الوحي على النبي محمد ﷺ، ومنها انطلقت رسالة الإسلام إلى العالم. تُحيط بها جبال شامخة، وتغمرها روحانية خالدة، حيث يجتمع فيها المسلمون من كل فج عميق لأداء مناسك الحج والعمرة، متجهين بقلوبهم وأجسادهم نحو الكعبة، رمز التوحيد والوحدة.
مكة المكرمة في الجاهلية: في الرواية الإسلامية، تُصوَّر مكة قبل الإسلام كمدينة ذات مكانة استراتيجية واقتصادية، تقع في وادٍ غير ذي زرع، لكنها كانت ملتقى القوافل ومركزًا للتجارة بين الشام واليمن. ومع ذلك، انحرف أهلها عن التوحيد الذي دعا إليه إبراهيم، فامتلأت الكعبة بالأصنام، وكان أشهرها هُبَل، إلى جانب اللات والعُزّى ومناة. كانت قريش، القبيلة المسيطرة، تتفاخر بخدمة الحجيج وتوفير الماء لهم، لكنهم جعلوا من الحج طقسًا مشوبًا بالشرك، حيث كانوا يطوفون عراة ويغيرون كلمات التلبية. ورغم هذا الانحراف، احتفظت مكة بهيبتها الدينية، إذ كان العرب يجلّون الكعبة ويقصدونها في مواسم الحج، مما مهّد لاحقًا لعودة التوحيد على يد النبي محمد ﷺ، الذي وُلد فيها وأعاد تطهيرها من الأصنام ويكيبيديا المكتبة الشاملة اليوم السابع.
مكة المكرمة بحسب علوم الاثار: بحسب علوم الآثار، تُعد مكة من أقدم مناطق الاستيطان البشري في شبه الجزيرة العربية، حيث كشفت الممسوحات الأثرية عن أدوات حجرية تعود إلى العصر الآشولي (الحجري القديم) في مناطق قريبة مثل وادي فاطمة، مما يدل على وجود بشري يعود لأكثر من 200 ألف سنة. كما أظهرت الأدلة وجود حضارات لاحقة مثل الموستيرية، ما يعكس استمرارية النشاط البشري في المنطقة. ويُعتقد أن موقع مكة الجغرافي، بين الجبال وقرب طرق التجارة القديمة، ساهم في نشأتها كمركز حضري وتجاري مبكر، حتى قبل ظهور الإسلام، مما يضفي على المدينة طابعًا تاريخيًا عميقًا يتجاوز بعدها الديني.
مكة المكرمة بحسب الأدلة والأبحاث: يستند الادعاء بعدم وجود مكة قبل العصر العباسي إلى غياب النقوش الخارجية التي تذكرها بالاسم، إذ لم تُذكر مكة في المصادر اليونانية أو الرومانية أو السبئية رغم كثرة النقوش في جنوب الجزيرة العربية، كما لم تظهر في الخرائط أو السجلات التجارية القديمة بشكل واضح، مما دفع بعض الباحثين إلى القول إن ظهورها في النصوص الإسلامية جاء متأخرًا نسبيًا. ويُستشهد أيضًا بأن أقدم التوثيقات المفصلة عن مكة، مثل كتابات الأزرقي والطبري، ظهرت في العصر العباسي، مما أثار شكوكًا حول تاريخية المدينة قبل الإسلام.
الخلاصة: مكة المكرمة مدينة عباسية لم توجد قبل ذلك. بنيت واسست عند الكعبة السوداء وذلك لانهم جسدوا وشخصوا القصص القرآني السامي. حيث فهموا القرآن الكريم والحديث الشريف بلغة اعجمية بعيدا عن اللسان العربي. فهم في نهاية المطاف فرس أعاجم, ارادوا بناء دولة دينية تناسب عقائد أبناء المنطقة وقبائلها. وكل هذا لم ياتي من فراغ فالقصة بدأت مع القراءة الخاطئة للقران العزيز واحاديث رسوله الغني. وتناقلت الروايات الخرافية من جيل الى جيل منتشرة بين العامة والاهاتم.



