دراسة أكاديمية في قصة أصحاب الفيل

دراسة ميثولوجية قصة أصحاب الفيل, وتسليط الضوء على المفاهيم القرآنية الرائعة.

قصة أصحاب الفيل في الرواية والموروث: قصة أصحاب الفيل في الموروث الإسلامي تروي محاولة أبرهة الحبشي، حاكم اليمن، هدم الكعبة باستخدام جيش ضخم يتقدمه فيل عظيم، وذلك في عام يُعرف بعام الفيل، الذي وافق سنة مولد النبي محمد ﷺ. سار أبرهة بجيشه نحو مكة، لكن الله تعالى أرسل عليهم طيورًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، فرمتهم بها فأهلكتهم جميعًا، كما ورد في سورة الفيل: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل…”. وتُعد هذه القصة دليلاً على حماية الله لبيته الحرام، وتأكيدًا على عجز القوى البشرية أمام إرادة الله.

قصة أصحاب الفيل في الجاهلية: في الموروث الإسلامي، تُعد حادثة الفيل من الأحداث الشهيرة التي وقعت في عام مولد النبي محمد ﷺ، وقد كانت حادثة عظيمة ومؤثرة في الوعي العربي قبل الإسلام. تشير المصادر إلى أن أهل مكة كانوا يعرفون تفاصيلها، وقد استخدموا “عام الفيل” كتقويم زمني يؤرخون به الأحداث، مما يدل على شهرتها وانتشارها بين الناس إسلام ويب. عندما نزلت سورة الفيل، خاطب الله النبي ﷺ بقوله: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل”، وهو أسلوب يُفهم منه أن القصة كانت معروفة للنبي ولمن حوله، إما من خلال الروايات المتناقلة أو من شهود عيان ممن عاشوا تلك الفترة أو سمعوا بها مباشرة إسلام ويب. كما أن السيرة النبوية ذكرت تفاصيل إضافية عن أبرهة وجيشه، ويُعتقد أن هذه التفاصيل جاءت من الروايات الشفهية المتوارثة، وليس فقط من الوحي، مما يعزز أن القصة كانت جزءًا من الذاكرة الجماعية للعرب قبل الإسلام إسلام ويب bayanelislam.net.

قصة أصحاب الفيل في الدراسات الميثولوجية:يشكك بعض الباحثين في صحة قصة أصحاب الفيل كما وردت في الرواية، ويعتبرونها خرافة رمزية لا حدثًا تاريخيًا، مستندين إلى عدة أدلة، أبرزها غياب أي نقوش أو مصادر خارجية تؤكد وقوع الحادثة بمعجزتها، خاصة فيما يتعلق بالطير الأبابيل والحجارة من سجيل، إذ إن النقوش الحبشية التي تتحدث عن حملات أبرهة لا تذكر هزيمته أو تدخلًا خارقًا. كما يستدلون بتعرض الكعبة لاحقًا لهجمات دون تدخل إلهي مشابه، مما يضعف – حسب رأيهم – فكرة الحماية المعجزة. ويذهب بعضهم إلى تفسير رمزي لألفاظ السورة، معتبرين أن الطير قد ترمز إلى وباء أو جيش، والحجارة إلى مرض أو سلاح، في محاولة لنزع الطابع المعجز عن القصة. كذلك يشيرون إلى أن “عام الفيل” لا يستند إلى تقويم دقيق، بل إلى روايات شفهية، مما يثير شكوكًا حول تأريخ الحدث. ومع ذلك، فإن هذه الآراء تبقى شاذة ومخالفة للإجماع الإسلامي الذي يعتبر القصة معجزة مؤكدة بنص قرآني قطعي.

قصة أصحاب الفيل في القرآن الكريم: هي قصة تجريدية سامية تتحدث عن الذوات والانا فقط. فيها مصطلحات قرآنية سامية مثل أصحاب الفيل, طير أبابيل, حجارة من سجيل. حيث تقول السورة السامية أن الرأي البناء جعل أصحاب الرؤيا الآفلة في تضليل وضلال, وذلك بأرسال الرؤيا المطورة ذات البلاء الحسن, التي ترميهم بسجلات محجوره من الرؤيا المتطورة, فجعلتهم كعصف مأكول. والذي يطور رؤيته يكون طيرا فإذا ابلا حسنا كان بلال الذي يعصف بالأذهان والعقول. ولذلك سمي الصحابي الجليل بلال الحبشي بهذا الاسم السامي, لأنه كان يبلي حسنا.

الخلاصة: أن تفسير قصة أصحاب الفيل القرآنية بشكل تجسيدي, ينزع عنها سموها التجريدي ويحجز المعاني والمفاهيم القرآنية السامية في أفق ضيق لا يحترم تطور ورقي المخطوطة القرآنية, بل ويجعلها ذات مفاهيم أرضية ضعيفة وباهتة. حيث تحول المخطوطة القرآنية من مخطوطة عرفانية روحية إلى مخطوطة قصصية تاريخية. وهذا التفسير الظاهري العامي لا يليق بسمو المخطوطة القرآنية العزيزة.

Latest articles

spot_imgspot_img

Related articles

Leave a reply

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_imgspot_img