إظهار وتبيان المعاني السامية في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم: الله في القرآن الكريم هو نظام التأويل الممثل في القوانين والأحكام الكونية والعقلية, وهو مصطلح قرآني ( آل+له ) بمعنى الشيء الذي تؤول له الأشياء والاحكام. آل= (ال ول يل ) تفعيلات الفعل. أما الرحمن هو نظام تأويل الارحام المعرفية ويسمى اليوم المدارس والمناهج المعرفية. والرحيم هو الذي يؤول الارحام المعرفية( العالم المختص ). حيث تقول الآية الكريمة: بسمو القوانين والأحكام الكونية وتأويلات المدارس المعرفية يكون العلم والعلماء.
الحمد لله رب العلمين: بحمد تأويل الاحكام والقوانين الكونية والعقلية, يربو ويتربى العلم والعالم. حيث تبدأ الرحلة العلمية بفهم القوانين الكونية من فيزياء وكيمياء, تنظيم تلك القوانين ضمن آليات التفكير العقلي والمعرفي, ومنه تحديد المدرسة المعرفية المتعلقة في الفرع العلمي, وصولا الى النتائج العلمية التي تربي العالم على العلوم والمعرفة. فالكون هو المصدر الأول في المعرفة ثم تليه التحليلات العقلية وآخرا المدارس المعرفية. هكذا يوحى المد الإلهي الى العالم.
الرحمن الرحيم: بعد ان يوحى المد الإلهي الى العالم, يداول العالم الارحام بالقوانين الإلهية المتمثلة في قوانين واحكام الكون, قوانين واحكام العمل وصولا الى المدرسة المعرفية التي تحدد المنهجية العلمية لفهم وتأويل الوحي والمد الإلهي. ثم يسمى العالم بالأرحام الرحيم ( العالم في زماننا), حيث الرحيم في الفيزياء هو من أؤول وحلل ارحام الفيزياء وهو الكون الرحم الذي اخرج الفيزياء وجوانيها والرحم الذي يدرسه الرحيم لتأويل قوانين واحكام الكون.
ملك يوم الدين: ذلك العالم ( الرحيم) هو ملك وتملك اليم من التدوين, حيث إن امامه التدوين, فيدون كل الملكات وامهات المعارف التي توصل اليها بعد الوحي والمد الإلهي الذي به أؤول الارحام المعرفية فاصبح الرحيم. أي الذي أؤول الرؤيا المحمية في ارحام المعرفة, ثم تملكها وامها بالتدوين والكتابة. هكذا الرحيم يتملك المعارف بالتدوين والكتابة أن يجعل امه وامامه التدوين والكتابة فهي حسبه ونعم الوكيل.
اياك نعبد واياك نستعين: انت أيها العالم الرحيم آياتك نعبد وآياتك نستعين, لأنها آيات الهية رحمانية معرفية قائمة على البحث والدراسة. هذه النظريات والأبحاث نعي بدها ومبادئها وبها نستعين على تعيين المعارف والعلوم. انت فقط بك وبأبحاثك نتعرف ونعلم فانت العالم بالتأويل والناظر في التقرير فلقد ملكة التدوين ومددت بالتكوين. انت الذي أوحى اليه ومد بالمعرفة الكونية والتجارب العلمية.
اهدنا الصراط المستقيم: اهدنا أيها العالم الرحيم الصيرورات التي مسست قيمها, اهدنا الأبحاث والنظريات الي صيرتها بعد المس القيم لها بعد الدراسة والوحي, بعد الدراسة والتحقيق في أساسها ومرجعها. اهدنا ابحاثك لنهتدي بها الى المعرفة والعلم ونمر من الظلمات الى النور من الجهل الى العلم من أبا جهل الى أبا بكر. اهدنا ابحاثك وكتبك لكي نسمو بها الى الله ونتطلع على الرحمن وتكون رحمة لنا في الدنيا والاخرة.
صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين: اهدنا صرطك وصراطك المعرفي الذي عم وعممته بالمعرفة والعلم, اهدنا ابحاثك غير الضبابية والمشوشة الأبحاث والنظريات الساطعة والبينة كالشمس في كبد السماء. النظريات التي لا ضلال فيها ولا تضليل, نظريات من الحق والى الحق. لا نريد النظريات الضبابية الضالة التي تهدينا الى الجهل والجهال وتجعلنا في اسفل سافلين والعياذ بالله العظيم.
الخلاصة: سورة الفاتحة هي سورة معرفية علمية تفتح المخطوطة القرآنية العظيمة ممهدة للنظريات القرآنية المعرفية من سورة البقرة وال عمران مرورا بالنساء وختاما بالإخلاص للعلم والمعرفة والخلاص من الجهل وظلماته. سورة عظيمة تأسس للمدارس المعرفية بتعريف المصطلحات القرآنية من الله الى الرحيم, ثلاث مراحل أساسية للوصول للعلم والمعرفة بشكل عام والمعرفة الروحية بشكل خاص.



